السلام المستحيل

عزيزى رامى ... فى البداية أهلا ومرحبا بك عضوا مميزا فى منتدى البرلمان المصرى الحر ... اتفق معك تماما فى كون أن إسرائيل لم تذهب الى كامب ديفيد إلا لجنى المزيد من المكاسب على حساب مصر والعرب ... ولكى نستنتج معا هذه النتيجة علينا ان نتوقف عند اللحظة التاريخية التى أدت الى توقيع هذه المعاهدة ... فعلى الصعيد الاقليمى كانت إيران الشاهنشانية تنازع الرمق الاخير ، وإيران الشاه كانت كلب الحراسة الامريكى الغربى فى المنطقة وسقوط عرش الشاه كان سيؤدى فى هذه اللحظة الى تغيير معادلة الأمن فى المنطقة ويؤثر بشكل سلبى على المصالح الاستراتيجية للغرب فى المنطقة القائمة على آلية تستخدم إسرائيل وإيران الشاه لكبح جماح الطموح العربى القومى من جهة وكسد منيع لمحاولات الاتحاد السوفييتى فى مد نفوذه فى المنطقة ... إيران كانت مصدر الطاقة الرئيسى لاسرائيل حيث كان البترول الايرانى يذهب مباشرة لدعم الالة العسكرية الإسرائيلية وهذا يفسر حرص اسرائيل على وضع ملحق سرى (الملحق الثالث) فى معاهدة كامب ديفيد يمنحها 2.5 مليون برميل من النفط سنويا من البترول المصرى - ومازالت اسرائيل بعد تمكنها من الحصول على البترول الايرانى العالى الجودة من حصة الاتحاد الاوروبى عن طريق غير مباشر تجنى ثمار هذا الملحق الموقع مع مصر باحلال الغاز محل النفط بحسب تصريح سامح فهمى وزير البترول المصرى . كما كانت المعاهدة بمثابة بوابة لاسرائيل تفتح على اقتصاديات المنطقة ولكسر حالة الحصار الممثل فى المقاطعة العربية التى كانت آلياتها تحكم الحصار على اسرائيل بسد منابع التعاون بينها وبين الشركات الدولية التى كانت توضع فى قوائم المقاطعة الصادرة عن الجامعة العربية - وقد استطاعت اسرائيل بمعاونة النظام المصرى من جعل هذه القوائم حبرا على ورق بل وأدى ذلك الى ما هو أنكى بتوقيع اتفاقية الكويز التى تلزم مصر والاردن من قبلها على ادخال مكون اسرائيلى فى اى منتج يصدر للولايات المتحدة خاصة فى صناعة الملابس الجاهزة. أن الارض المستحقة لمصر كانت فى مقابل التنازل عن مبدأ الصراع مع اسرائيل الذى هو صراع وجود لا حدود فكانت معاهدة كامب ديفيد صك الاعتراف الحقيقى بالكيان الصهيونى بينما كان استعادة أرض سيناء منقوصة السيادة بمثابة تقليم أظافر لأكبر قوة إقليمية فى المنطقة - مصر - الأمر الذى يضع هذه المعاهدة ومن وقعها من الجانب المصرى فى خانة المفرط فى الثوابت والداعم لانهيار مصر ومكانتها وقوتها وليس أدل على ذلك من أنه بعد أكثر من ثلاثين عاما على الاتفاقية التى صاحب توقيعها وعود بالرخاء السريع من جانب القيادة السياسية المصرية وقتها يلخص تصريح وزير البترول المصرى الكارثة بدم بارد حين يقول: تصدير الغاز لإسرائيل تم بناء على كامب ديفيد ... ومضاعفة سعر أنبوبة البوتجاز تم لصالح المواطن المصرى !!!.